الملامح العامة التي يجب أن يفي بها الوسيط الثقافي هي: أن يكون عمرة ما فوق 25 عاماً، أن يكون، رجل كان أو امرآة، منتمي إلى المجموعة الثقافية التي يعمل فيها أو ذو ارتباط بثقافة بلد هذه المجموعة. كما ويجب أن يملك خبرة ومعرفة في وضع المهاجرين وقد عمل لفترة وإقام طويلاً في البلد المحتضن للمهاجر.
فيما يتعلق بمقدراتة، يجب أن يجيد وسائل واساليب الدعم الشخصي (معجب ببلد المهاجر، مقدرة على المساعدة، إجادة سماع الآخر، المقدرة على التواصل....) مقدرة على تشجيع المجموعة والتوسط خلال الاجتماعات، كذلط المقدرة على تحليل النظم الاجتماعية والثقافية، والمقدرة على التفاوض وحل النزاعات الثقافية، والتعامل مع المعلومات، وأن يكون متضامن وذو نظرة متنوعة ويجيد العمل ضمن فريق، والمقدرة على الدفاع عن الحقوق والمصالح (اساليب الادعاء ووضع الدعوات) والعمل الاجتماعي، وأن يكون قادر على الانخراط وأخذ القرارات من بعيد فيما يتعلق بمختلف الاوضاع الناجمة والتي تتطلب تتدخلة.
كذلك يجب أن يعرف: لغة ثقافة بلد المهاجر، وأي لغة حوار آخري، ولغة البلد المستقبل، وأن يملك معرفة الاساسية فيما يتعلق بنماذج التطور الشخصي والعلاقات الشخصية، كذلك يجب أن يكون ملم بقضايا الهجرة وتنقل المهاجرين، وأن يكون متمكن من المفاهيم المتعلقة بالمشاركة، التنظيم، تفعيل المجموعات. ومن الضروري أن يعرف بشكل اساسي عادات المجتمع والموارد الاساسية الخاصة بالمهاجرين، بما في ذلك التشريعات السارية المفعول في المجتمع المرسل والمستقبل، وكذلك أن يكون ملم بمعرفة المجموعات الاجتماعية ونظمها وطرق تنظيمها، ونقصد هنا في البلاد الأصلية والبلد المستقبلة، وكيفية سير العلاقة بين الاغلبيات والإقليات.
طريقة تعاملة مع الجميع يجب أن تكون منفتحة، خلوقة، ابداعية وأن يحاول أن يزيد وينمي معرفته. وأن يكون على وعي تام بكل ما يحصل من حولة وقريباً منه. وأن لا ينغلق امام الواقع ويكون صريح وواثق من نفسه. وأن يكون ذو مقدرة على استنباط إمكانيات من حيث لا توجد. فيما يتعلق بذاتة يجب ان يكون شريف، صادق، شجاع ومتواضع. وأن لا يخدع نفسه ويفعل دوماً ما يجب أن يفعل، بدون أي أهداف خفية أو يقيس الأمور بمعيارين، وأن يكون نشط وغير متقوقع امام الصعوبات. وأن يملك وعي بدورة ويكون قريب وسهل الوصول إلىه من قبل الآخرين، ويجيد معرفة كسب ثقة الناس واحترام الآخرين، وأن يفهم عليه ويبدي الانتباة وأن يشعر بأنه يخدم قضية العدالة.
في العلاقة مع الآخر، علية أن يظهر أهتمام بالآخر، يؤمن بموارد وإمكانيات الآخر وقبولة كما هو، وأن يكون قدر الأمكان منحاز له وقلق عليه وعلى وضعة، وأن يسهل عليه قدر الأمكان كافة الآمور، وأن يعلم بأن وجهة نظرة للعالم ليس هي الأوحد وأن يفهم قيم ووجهة نظر الآخر، مقدراً لها حتى لو لا يشارك الرأي فيها. عليه أن يكون متعاون وقادر على التعاون، يجيد التفاوض والمصالحة ويعمل مع الآخرين من أجل الحصول على كافة الأهداف، وأن ينخرط في تطوير الأعمال وفتح المجال للآخرين من أجل أن يشاركوا، وأن يجيد فن البحث وتقريب وجهات النظر بين مختلف الجهات.
أفكارة يجب أن تكون سلسه، متسامحة ومقدرة للآخرين. وأن لا يعتبر نفسه مالك للحقيقة المطلقة وأن يتقبل مواقف الآخرين، وكذلك أن يعترف ويضع في الاعتبار أراء وإنجازات الشخص المقابل له، وأن يرعي ويبدي الانتباه، ويوافق على ما يقوله ويفعله الآخر، وأن يحترم حقوقه، وفي نفس الوقت أن يتمسك بحقوقة.
كذلك عليه إظهار الهدوء، التناسق والتوازن. وأن يفعل ما يقول ويقول ما يفعل، وأن يكون متمعن ويلتزم الرصانة امام الاحدات، وأن لا يبدي مغالاة ويتحاور حين ينشب أي نزاع، وأن يعمل على التناسق بين مختلف الجهات المتنافرة حيال أي وضع قائم وأن يبحث عن المساواة في العلاقات وأن يكون متزن حين يواجة مختلف وكافة الأمور والقضايا.
الوسيط الثقافي يجب أن يكون شخص قادر على تحمل المسؤولية وتسهيل عملية التواصل بين طرفيين مختلفين، وأن لا يحاول أن يحتل مكان أو دور مهني أخر وأن لا يكون اليد الممتدة من أجل أن يصل أي شخص عن طريقة حيث لا يقدر أن يصل. إن تحول الوسيط لذلك ينزع عن الآخرين إمكانية بناء علاقة مباشرة بين الجميع.
فيما يتعلق بكتم الاسرار ضمن عملة، فعلية، بحكم كونة وسيط، أن يكون عضوا ملتزم ومقدر تماماً لثقافتان، وبالتالي أن يكون ملتزم بشكل ثنائي. بمعني أن ما يفعله يجب أن يعلمة الآخرين حتى لو كانت نظم المجموعات المهاجرة لا توافق على مثل ذلك. يجب أن تكون هناك ثوابت تقدير واحترام حين يقدم معلوماته حول ما يدور، بدون أن يعني ذلك تجاوز قيمة الخاصة وقيم ثقافته.
فيما يتعلق بالحيادية، على الوسيط عدم الوقوف بجانب معايير ومصالح الهيئة التي يعمل فيها، ولا بجانب الشخص المهاجر، وإنما الحفاظ على مسافه تسمح له بأخذ القرارات التي يعتبرها الأفضل للصالح العام والخاص.
أحد الكفاءات الآخري التي يجب أن يمتلكها الوسيط هي المقدرة على التعاون. أحياناً المهنيين يقومون بتقديم طلبات لا تتعلق بهم كوسطاء. الوسيط يجب أن يشكل رؤية والالتزام بها وبالإمكانيات المتعدة الموجودة والقادر على تقديمها في حينه، وأن يقترح دوماً أعمال تسمح بتحسين التعاون بين مختلف العاملين في مجالات الخدمات المقدمة للمهاجرين.
الشخص الوسيط ليس بالناشط أو المدافع عن حقوق المجموعات المهاجرة. فقط عليه أن يلتزم بمحاولة تقريب المواقف بين مختلف الجهات المتنازعة. مع ذلك ليس من المفروض عليه أن يكون "حيادياً" وإنما عليه تفعيل وتوجيه الجهة المتضررة نحو شبكات دعم أخري موجودة ضمن مختلف الدوائر. كما عليه أن يعمل بشكل يسمح له أن يكون مقبول كطرف ثالث بين طرفيين مختلفين. وأن يجيد المقدرة الكافية لمعرفة وظائفة وحدوده وأن لا يعطي أنطباع بأنه من يقوم بحل كافة المشاكل.